إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح الأسرة

استنادًا إلى دورها المجتمعي وحرصها على نشر مفهوم الرسالة الإنسانية في المجتمع الكويتي، نظمت جمعية الرسالة الإنسانية الوطنية ندوة بعنوان "إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح الأسرة" في مقرها في القادسية، مساء أول من أمس، أدارها عضو مجلس الإدارة رقية إبراهيم الشيخ، وحضرها محمد جاسم الخواجة، بحضور نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، والمدير العام، وشخصيات بارزة في المجتمع، ومجموعة من المتخصصين في المجال التعليمي. وأكدت عضو مجلس الإدارة رقية الشيخ أن جمعية الرسالة الإنسانية الوطنية تهدف إلى تأسيس وزرع القيم الإيجابية ونشر المبادئ والرسائل الإنسانية التي تعزز المجتمع وتساهم في تقدمه وتطوره، مشيرة إلى أهمية كيان الأسرة وتأثيره المستقبلي على المجتمع، خاصة وأن الأسرة تعتبر حصنًا قويًا ضد جميع المشكلات في المجتمع.
قالت الشيخة: "إذا أردنا إصلاحًا حقيقيًا، سواء كان سياسيًا أو اجتماعيًا أو تعليميًا، يجب علينا أولاً إصلاح الأسرة. كما يُقال، إن تقدم الأمم والشعوب يبدأ بإصلاح الأسرة. لذلك، يجب علينا النظر في تماسك وقوة الأسرة الكويتية والبحث عن مجالات النقص والعمل على معالجتها، حيث أن لذلك تأثيرًا ودورًا كبيرين على المجتمع." وأشارت إلى أن الدولة، ممثلة بالجهات المعنية، قد بذلت جهودًا هائلة لتعزيز تماسك الأسر الكويتية وحماية الأطفال، موضحة أن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة له دور مهم في تعزيز كيان الأسرة وأهميتها، بالإضافة إلى الجهات التي أنشأتها الدولة للاهتمام بهذا الجانب، بما في ذلك مراكز المصالحة ومكتب التنمية الاجتماعية، وتخصيص خط ساخن للتواصل مع مستشارين متخصصين في حال حدوث أي مشكلة، بالإضافة إلى دور وزارة الشؤون الاجتماعية في هذا المجال.
وقالت الشيخ، أنه «إذا اردنا الاصلاح الفعلي سواء السياسي أو الاجتماعي أو التعليمي فعلينا في البداية اصلاح الاسرة، وكما يقال بان رقي الامم ورقي الشعوب في بداية اصلاح الاسرة، لذا علينا النظر الى مدى تماسك الاسرة الكويتية وقوتها والبحث عن مواطن الخلل والعمل على المعالجة لما له أثر ودور كبير على المجتمع».
وأشارت إلى ان الدولة ممثلة في الجهات المعنية بذلت جهودا جبارة لتعزيز تماسك الاسر الكويتية والمحافظة على الاطفال، موضحة أن المجلس الاعلى لشؤون الاسرة لديه دور مهم في تعزيز الكيان الاسري واهميته، فضلا عن الجهات التي أنشأتها الدولة للاهتمام في هذا الجانب ومنها مراكز اصلاح ذات البين ومكتب الانماء الاجتماعي وتخصيص خط ساخن للتواصل مع الاستشاريين المختصين في حال حدوث اي مشكلة، فضلا عن دور وزارة الشؤون الاجتماعية في هذا المجال.
عمودا البيت من جانبه، اكد استشاري علم نفس محمد الخواجة، أن قوة العلاقة الزوجية بين المرأة والرجل المبنية على التفاهم والاحترام تنعكس بالايجاب على الأطفال، إذ يعتبر الأبوان عمودا البيت الكفيلان في حماية الطفل وتربيته التربية السليمة التي من شأنها جعله شخصية متزنة وصالحة، مبينا أن الأبناء يتأثرون بأفعال الآباء، ما يتطلب من الزوجين الحرص بدءا من بداية ادارك الطفل لأفعالهما في سن الثالثة ويبدأ يتلقى المفاهيم المعرفية ويتبنى وظائفهم ويستخدم مصطلحاتهم ويقوم بتطبيقها.
وأشار الخواجة، إلى اهمية الترابط بين الزوج والزوجة لانه ما يحدث بين الام والاب ينعكس مباشرة على الابناء، كما يجب على الأبوين أن يكونا واعيين وعلى دراية ومعرفة تامة في كيفية التعامل مع ابنائها، حيث أن وقت الشدة والقسوة في هذا الزمن انتهيا، وإنما بالعكس فإن الاسلوب القاسي في تربية الابناء ينعكس بالسلب على فلذات الاكباد، فمن الممكن ان ينتج عن ذلك حالات تعاني الاضطرابات النفسية.
وذكر أن وعي الأطفال أصبح اضعاف عمره وتثقف في مختلف المجالات نظير الاستخدامات التكنولوجية، كما أن الكثير من الآباء والأمهات أصبحوا يعانون صعوبة مواكبة أبنائهم في المعرفة، ما يستدعي أهمية تعزيز دور الفرد بالوعي قبل وبعد الزواج. ولفت إلى ان المجتمع الكويتي يرتكز على 3 مرتكزات أساسية، حيث تعتبر هذه المركزات المثلث الأساسي في التربية وتتمثل في المجال البيئي والاجتماعي والنفسي، موضحا أن الجانب البيئي الكويتي مترابط والمجتمع الكويتي يعود إلى العادات والتقاليد في حين يتطلب الجانب النفسي معرفة كيفية التعامل مع الأبناء وأفراد المجتمع.
وأثنى الخواجة، على دور الكويت في حرصها واهتمامها بالأسرة وحماية افرادها من المشاكل والتعنيف، من خلال سن القوانين وإنشاء وتخصيص المراكز المعنية في معالجة مشاكل المواطنين، لافتا إلى ان فترة كورونا شهدت ارتفاعا في قضايا المشاكل الأسرية، ناهيك عن دور وزارة الشؤون وتخصيص خط ساخن، بالاضافة إلى وجود اشخاص مجهولين لهم دور كبير الذي دائما نلجأ إليهم في الحالات المستعصية.
وحول تأثير الحداثة الفكرية والتكنولوجيا، أكد الخواجة، أهمية ادراك الفرد بمدى تأثير السوشيل ميدا بحسب استخدامه لها بالايجاب او السلب، كما يجب ان تكون هوية الفرد ثابتة لا تتغير أو تتأثر بشخصية أخرى، مبينا أن هناك الكثير يرتدون اقنعة مكتسبة من وسائل التواصل الاجتماعي. ورأى، اهمية تقبل التغيير واختلاف الثقافات مع مرور الازمنة، من خلال تغيير الافكار والمشاعر والسلوك، حيث قد يترك اثر ايجابيا للاجيال القادمة، من حيث إبداء الكلمات الطيبة والحوار الراقي وتغيير المعتقدات الاساسية وفق قاعدة ثابتة مرتكزة على المودة والرحمة، ما يكفل ويؤدي الى الاصلاح المستقبلي، إذ ان مراعاة الدورين النفسي والاجتماعي يعزز العلاقة الزوجية، وغير ذلك ممكن كلمة واحدة تهدم اسرة وتدمر الاطفال. وفيما يخص كيفية السيطرة على الابناء في ظل الاستخدام التكنولوجي، فضل الخواجة، عدم استخدام الآباء الاجهزة بمختلف انواعها امام ابنائهم في الحالات غير الضرورية، اي يجب تقنين استخدام الادوات التكنولوجية والحرص على العيش في جو تربوي اسري ملؤه المحبة. وألمح الخواجة، إلى وجود حالات شاذة يصعب تلفظها أو ذكرها حدثت بين الأقارب ناجمة عن شذوذ فكري ومعتقدات خارجة عن النطاق الاسلامي، مبينا أن لم يتم اكتشفاها إلا بعد سنوات طويلة.